قرأتُ أمسِ تَقريراً مُزعِجاً وأخباراً مُرعبةً للغايةِ، وأحببتُ أن أُطلِعَكم عليها، فهي تُهِمُّكُم في المقامِ الأوَّلِ، إذ تَتَحدَّثُ عن الأخطارِ التي تُصِيبُ الأطفالَ في بيئتهم المحيطةِ، وعددِ ضحاياها من الأطفالِ حَولَ العالَمِ.
والتَّقريرُ أعدَّتهُ الوكالةُ المساعدةُ للطِّبِّ الوقائيِّ في وزارةِ الصِّحّةِ، وأشارت فيهِ إلى أنّ حوادثَ الطُّرُقِ ثُمَّ الحوادثَ المنزليّةَ من أهمِّ العواملِ البيئيّةِ المؤثِّرةِ في صِحّة الطِّفلِ، فقد أشارت دراساتُ المسحِ الصِّحِّيِّ للأطفالِ إلى أنّ نَحوَ 17% من الأطفالِ في عُمرِ أقلّ من خمسِ سنواتٍ عانَوْا من حوادثَ وإصاباتٍ خطيرةٍ أغلبُها مَنزليّةٌ مُصَنَّفةٌ على هذا النَّحوِ: 25% جُروح، 15% حُرُوق، 13% تَسَمُّمات، و12% كُسُور ورُضُوض.
ويَذكُرُ التَّقريرُ أنّ عددَ حوادثِ التَّسَمُّمِ الغذائيّ لدى الأطفالِ في الأعوام السّبعةِ الماضيةِ بلغت نَحوَ (8794) حالة، بمعدَّل 1250حالة سنويّاً، فيما بلغت نسبةُ التَّسَمُّمِ الدّوائيّ والكيميائيّ بَينَ الأطفالِ للعامِ 2002 نَحوَ 47% من إجماليَّ الحالاتِ، وأكثرُ من نِصفِها على إثرِ تناولِ علاجاتٍ طِبِّيّةٍ بطريقِ الخطأِ.
وفي الأمراضِ المُعْدِيةِ مثلِ التهابِ الكبدِ الوبائيّ (أ) تَمَّ تسجيلُ (2617) حالة التهابٍ كبديٍّ (أ) منها 728 حالة لدى أطفال في عمر أقلّ من خمسةِ أعوامِ في العامِ 2001، كما تَمّ تسجيلُ (242161) حالة إسهالٍ بينَ الأطفالِ خلال العام 1999، منها نحو 75% لأطفال دون سِنِّ الخامسةِ.
لا أشُكُّ في أنّ هذه الأرقامَ مُرعبةٌ، وهي أمرٌ خطيرٌ ومهمّةٌ جليلةٌ، ولا بُدَّ أن تَكُونَ جُزءاً منها للتَّقليلِ منها ومن آثارها عليكَ وعلى بِيئتكَ.