بسم الله الرحمن الرحيم
~- قصيده للشيخ الجليل سعود الشريم ، إمام وخطيب الحرم المكى الشريف ،
~- حفظه الله ، وبارك فى عمره وصحته ونفع بعلمه ،،
شربت مرارةً وبكيت جمراً *** على فقدٍ لأيامٍ خوالي
لأيام بها الخيـرات طـراً *** بها آباؤنا حازوا المعالي
ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً *** فصاروا في التدين خير آلِ
وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ *** سقاهم ربهم إثر ابتهالِ
فأضحوا شامةً من بعد تيه *** وعموا بالصفا كل الفعالِ
كبير القوم لا يؤذي صغيراً *** وجل الناس للقرآن تالِ
وأفقرهم تعففه شعار *** وأغنى القوم لا يشقى بمالِ
وكانوا عن حمى ديني حماةً *** وقد ضربوا لنا خير المثالِ
فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً *** تناوش بعضنا بعضًا لقالِ
فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ *** ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ
ونلقى قحطنا في كل عامٍ *** فما بال الملا فينا وبالِ
فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ *** شديد ربنا عند المحالِ
فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ *** لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ
ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا *** رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ
ونبدأ في الدعا بالحمد إنا *** لنحمد بالغدو والآصالِ
إلهي إن في الأمطار شحًّا *** ونـزرًا لا يدانيـه مقـالي
وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا *** وتشكو غورَ ذا الماءِ الزلالِ
فأمست في رباع القوم قفرًا *** وعظمًا بين أنياب السعالـي
وماتت من بهائمنا ألوفٌ *** لأن السعر في الأعلاف غالي
وأقبلت الديار على بلاءٍ *** لعامٍ من صدى الأمطار خالي
إلهي ليس للأنعام عشبٌ *** لترعى في حواشيه الجـزالِ
ولا نبتٌ يباس في ثراها *** ولا كلأٌ يرام على الجبـالِ
فأمست بعد طاوية بطونًا *** وباركةً بلا شـد العقـالِ
وصار الطير لا ينوي نزولًا *** فلا ماء يرام إلى بـلادي
أغثنا يا إله الكون إنا *** عبيد نبتغي حسن النوال
وإن بنا من اللأواء جهداَ *** وإنك عالم عن كل حال
فلا تمنع بذنب القوم قطرًا *** ولا تمنع عبادك من سجالِ
ألا رباه أرسلها رياحًـا *** تقل بها من السحب الثقالِ
وسقها رحمةً في أرض قفرٍ *** تباكت طول أيـامٍ عضالِ
ألا غيثًا مغيثًـا يا إلـهي *** وسحًّا نافعًا يـا ذا الجـلالِ
هنيئًا في ثنـاياه مريئـًا *** مغيثـا أو مريعـا في الكمالِ
وأغدقه وأطبقه وجلل *** مواقع قطره بين التلال
لتحيي بلدةً ميتًا تعالت *** بها أصوات من بالقحط بالِي
وتسقيه أناسيا كثيرا *** وأنعام غدت دون احتمال
فصب الماء في الآكام صبا *** وأنبت زرعنا فوق الرمال
وأحيي الأرض بالخيرات دوما *** لتلزم قطرنا مثل الظلال
وتبلغ فرحة الإمطار دورًا *** مزملـةً بأنَّـات العيـالِ
فيشهد كل ملهوفٍ غياثًا *** بزخاتٍ كحبـات اللآلي
ألا إنا دعوناك اضطرارًا *** وأنت لـدعوة المضطر والي
وإنـا قد رفعناها أكفًّـا *** فلا ترْدُدْ أكفًّـا للسـؤالِ ،،