فِي عَامِ(1927م) عَرَضَ العَالِمُ البَلْجِيكِيُّ:"جورج لوميتر" نَظَرِيَّةَ(الانْفِجَارِ العَظِيمِ)، تِلْكَ النَّظَرِيَّةُ الَّتِي تَقُولُ: إِنَّ الْكَوْنَ كَانَ فِي بَدْءِ نَشْأَتِهِ كُتْلَةً غَازِيَّةً، عَظِيمَةَ الكَثَافَةِ وَاللَّمَعَانِ وَالحَرَارَةِ، أَسْمَاهَا(الْبَيْضَةَ الكَوْنِيَّةَ)،ثُمَّ بِتَأْثِيرِ الضَّغْطِ الهَائِلِ النَّاشِئِ مِنْ شِدَّةِ الحَرَارَةِ،حَدَثَ انْفِجَارٌ عَظِيمٌ فَتَقَ (شَقَّ) الكُتْلَةَ الغَازِيَّةَ، وَقَذَفَ بِأَجْزَائِهَا فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ؛ فَتَكَوَّنَتْ مَعْ مُرورِ الْوَقْتِ : (الكَوَاكِبُ , وَالنُّجُومُ ، وَالمجَرَّاتُ) .
وَأَكَّدَ العُلمَاءُ هَذِهِ النَّظَرِيَّةَ، وَسَمَّوْهَا:"نَظَرِيَّةَ الانْفِجَارِ العَظِيمِ"، وَبِحَسبِ قَوَانِينِ الفِيزْيَاءِ الفَلَكِيَّةِ الَيَوْمَ؛ فَإِنَّ الكَوْنَ مُنْذُ حَوَالِي(15000000000) سَنَةٍ تَقْرِيباً، كَانَ كُتْلَةً وَاحِدَةً شَدِيدَةَ الحَرَارَةِ .
أن هَذِهِ الحقيقةُ الفَلَكِيَّةُ الفِيزْيائِيَّةُ، تَشْهَدُ لَهَا الآيةُ الكَرِيمةُ:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30] .
أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ أَنَّ القُرَآنَ العَظِيمَ سَبَقَ كُلَّ هَذِهِ الاكْتِشَافَاتِ بَأَكْثَرَ مِنْ(1400) سَنَةٍ ؛ فَيَا لَهَا مِنْ مُعْجِزَةٍ خَالِدَةٍ جَعَلَهَا اللهُ بَيْنَ أَيْدِينَا! .
شرح مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ ؟
مَعْنَى الآيةِ : أَنَّ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ بِمَا تَحْوِيهِ مِنْ مَجَرَّاتٍ، وَكَوَاكِبَ، وَنُجُومٍ، كَانَتْ فِي الأَصْلِ عِبَارَةً عَنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ، مُلْتَصِقَةٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالى:{رَتْقَاً}: أَيْ مُلْتَصِقَتَيْنِ()
إِذِ الرَّتْقُ هُوَ: الالْتِصَاقُ، ثُمَّ حَدَثَ لِهَذِهِ الكُتْلَةِ الوَاحِدَةِ "فَتْقٌ": أَيْ انْفِصَالٌ، وَانْفِجَارٌ؛ فَتَكَوَّنَتْ بَعْدَهُ
المجَرَّاتُ وَالكَوَاكِبُ وَالنُّجُومُ)، وَهَذَا مَا كَشَفَ عَنْهُ عُلْمَاءُ الفَلَكِ فِي نِهَايَةِ القَرْنِ العِشْرِينَ.
وَصَدَقَ الموْلَى القَائِلُ: {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [البقرة :147].
كَمَا قَالَ تَعَالى:{...وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[الإسراء:85].